الإسكندرية، العاصمة الثانية لمصر، وواحدة من أهم وأقدم المدن الساحلية على البحر الأبيض المتوسط. تأسست في عام 331 قبل الميلاد على يد الإسكندر الأكبر، وكانت عاصمة مصر لفترات طويلة من الزمن، واشتهرت بمكتبتها الأسطورية ومنارتها الشهيرة، إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة.
الموقع الجغرافي
تقع الإسكندرية في شمال مصر، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبعد حوالي 225 كيلومترًا شمال غرب القاهرة. تمتد على مساحة واسعة تتضمن مزيجًا من المناطق السكنية والتجارية والسياحية، مما يجعلها واحدة من أكثر المدن تنوعًا وحيوية في مصر.
التاريخ والتراث
الإسكندرية غنية بالتاريخ والتراث، وتضم العديد من المعالم الأثرية التي تعكس تنوع الحضارات التي مرت عليها. من أبرز هذه المعالم:
– مكتبة الإسكندرية القديمة: كانت أكبر مكتبة في العالم القديم، تضم مئات الآلاف من الكتب والمخطوطات. تم إعادة إحياء المكتبة في العصر الحديث باسم مكتبة الإسكندرية الجديدة، والتي تعد مركزًا ثقافيًا وعلميًا مهمًا.
– منارة الإسكندرية: كانت واحدة من عجائب الدنيا السبع، وتعتبر رمزًا للهندسة المعمارية القديمة. دمرت في زلزال في العصور الوسطى.
– المسرح الروماني يُعد من أفضل المواقع الأثرية الرومانية المحفوظة في مصر.
– قلعة قايتباي بُنيت في القرن الخامس عشر على يد السلطان المملوكي قايتباي على أنقاض منارة الإسكندرية.
الاقتصاد
تُعتبر الإسكندرية مركزًا اقتصاديًا هامًا، حيث تضم أكبر ميناء بحري في مصر، الذي يلعب دورًا حيويًا في التجارة والصناعة. بالإضافة إلى الميناء، تشتهر المدينة بالصناعات البتروكيماوية والنسيجية والغذائية. يعدّ قطاع السياحة أيضًا من الركائز الاقتصادية المهمة، بفضل المعالم التاريخية والشواطئ الجميلة.
التعليم والثقافة
الإسكندرية هي موطن لعدد من الجامعات والمؤسسات التعليمية المرموقة، مثل جامعة الإسكندرية التي تُعتبر واحدة من أقدم وأهم الجامعات في مصر. بالإضافة إلى التعليم العالي، تزخر المدينة بالعديد من المراكز الثقافية والمكتبات والمتاحف، مثل مكتبة الإسكندرية الجديدة ومتحف الإسكندرية الوطني.
السياحة
تجذب الإسكندرية ملايين الزوار سنويًا، الذين يأتون للاستمتاع بالشواطئ الجميلة والمناخ المعتدل على مدار السنة. من أشهر الشواطئ شاطئ المعمورة وشاطئ المنتزه. كما تقدم المدينة تجربة غنية من خلال معالمها الأثرية والثقافية، مثل متحف المجوهرات الملكية وحدائق الشلالات وقصر المنتزه.
الحياة الاجتماعية
تتميز الحياة في الإسكندرية بتنوعها وحيويتها، حيث تعكس تنوع سكانها الذين ينتمون إلى مختلف الخلفيات الثقافية والدينية. تحتضن المدينة مجموعة متنوعة من المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية، مثل مهرجان الإسكندرية السينمائي ومهرجان الموسيقى العربية.
تبقى الإسكندرية لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط بفضل تاريخها العريق وتراثها الثقافي الغني، واقتصادها المزدهر، وموقعها الجغرافي الفريد. من خلال الجمع بين الماضي والحاضر، تظل الإسكندرية وجهة مميزة لكل من يرغب في استكشاف جمال وتاريخ مصر.