في لحظة فارقة من تاريخها الممتد لسبعة عقود، كشفت غينيس للأرقام القياسية، السلطة الرسمية لرصد وتوثيق الأرقام القياسية العالمية، عن حصيلة الإنجازات العربية التي لامست حدود المستحيل، وذلك احتفالًا باليوبيل البلاتيني للمؤسسة العالمية.
وتحتفل غينيس للأرقام القياسية بمرور 70 عاماً كأهم سلطة عالمية معنية بتوثيق الإنجازات الفريدة. البداية كانت من سؤال “ما أسرع طائر صيد في أوروبا؟”، وهو السؤال الذي ألهم أول كتاب لغينيس، والذي جُمّع في غرفة صغيرة فوق صالة ألعاب رياضية في لندن ونُشر في 27 أغسطس 1955. هذا المجلد الواحد أشعل فضول العالم حول الإنجازات غير العادية، ومنذ ذلك الوقت وثّقت غينيس للأرقام القياسية آلاف الأرقام القياسية في الرياضة، التكنولوجيا، جسم الإنسان، المهارات الخارقة والمقتنيات.
ولإحياء هذه الذكرى، تحتفل غينيس بإنجازات أصحاب الأرقام القياسية واللحظات التاريخية على مدار العقود السبعة الماضية، مع تسليط الضوء على عدد من الأفراد الذين غيّرت الأرقام القياسية حياتهم إيجاباً.
وقال كريغ غلينداي، رئيس التحرير في غينيس للأرقام القياسية: “بينما نحتفل بالذكرى السبعين، نحن فخورون بكوننا القيمين العالميين على الحقائق والإنجازات المدهشة. نحتفل بالجيل الحالي – والقادم – من محطمي الأرقام. لدينا 70 رقماً غير محجوز بانتظار من يحققه.”
في أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة، احتفل لاعب المهارات العالمي “نيكولو فافا” بالسنوية السبعين لغينيس للأرقام القياسية عبر تحطيم رقمين قياسيين عالميين لأبعد مسافة مقطوعة في التزلج على الماء أثناء الاشتعال بالنار (شاهد الفيديو) وأسرع مسافة لقطع 100 متر في التزلج على الماء أثناء الاشتعال بالنار. ويعد نيكولوز فافا، ممثل إيطالي شارك في أضخم أفلام هوليوود مثل وMission: Impossible. جمع بين التمثيل وفنون الأكشن، ليصبح وجهاً عالمياً للحركات الخطرة وقيادة مختلف أنواع المركبات.
وفي جدّة في المملكة العربية السعودية حطّم أحمد عثمان في رقماً قياسياً استثنائياً لأبعد مسافة لقيادة دراجة نارية على العجلة الخلفية مع التحكم بالفم (شاهد الفيديو). وحوّل أحمد عثمان شغفه بالدراجات النارية إلى ملحمة تحدٍ فريدة. بفضل إصراره ومهارته الاستثنائية، صنع من جنون المغامرة إنجازاً عالمياً سيظل علامة فارقة في تاريخ الرياضة.
ومن هيئة قناة السويس في محافظة الإسماعيلية في جمهورية مصر العربية، هزم القبطان المصري ولاء حافظ الشلل وحقق رقماً قياسياً عالمياً لأطول غطسة سكوبا في (ذكور) (تصنيفات الشلل الرباعي) بعد أن بقي تحت الماء لمدة 6 ساعات و4 دقائق. ولاء هو قبطان سابق في القوات الخاصة البحرية المصرية، وأحد أبرز الغواصين المحترفين في مصر. في عام 2016 تعرض لحادث سير أدى إلى إصابته بشلل رباعي دائم، لكنه لم يستسلم. عاد للظهور بقوة بعد من خلال تحقيق إنجاز عالمي جديد ويصبح رمزاً للإرادة والتحدي، ورسالة أمل لأصحاب الهمم حول العالم. (شاهد الفيديو)
وفي القاهرة مصر أيضاً نجح السباح المصري العالمي عمر شعبان من تحقيق رقم قياسي جديد بأعلى قفزة فوق سطح الماء (قفزة الدولفين) بارتفاع استثنائي وصل إلى 2.32 متر (شاهد الفيديو) وهو أعلى من رقمه السابق الذي حققه في العام 2020 وبقي الرقم مسجلاً باسمه دون منافس. شعبان، الذي ينحدر من محافظة الإسماعيلية يحمل موهبة استثنائية عالمياً باعتباره واحداً من أسرع السباحين حول العالم. وللرقم خاصية فريدة في محافظة الإسماعيلية الزاخرة بالسباحين العالميين، حيث كان السباح سليمان سيد – من الإسماعيلية أيضاً – قد حقق الرقم برفقة سباحين إيطاليين آخرين عام 2011 ووقف عندها الرقم عند 2 متر إلى أن جاء شعبان وحققه مرتين متتاليتين في 2020 و2025.
منذ أن أسّس السير هيو بيفر الفكرة عام 1955 بتحويل إنجازات البشر إلى كتاب، سجّل العرب آلاف الأرقام القياسية لا يزال نحو 1600 منها في مختلف المجالات قائماً حتى الآن، ما يعكس طموحاً لا يعرف المستحيل. وأنتجت المؤسسة بهذه المناسبة فيلماً قصيراً وثّق أبرز المحطات من المنطقة العربية.
الإمارات كعادتها حصلت على حصّة الأسد بـ (680 رقماً قياسياً) متصدّرة القائمة العربية. كان من بينها برج خليفة كأطول مبنى في العالم، وامتدت إنجازاتها على مدار عقود منها مشهد الاحتفال بأطول شلال ألعاب نارية في العالم في رأس الخيمة، وأكثر عدد جنسيات في سلسلة بشرية بواقع 96 جنسية، وأكبر نافورة، وأكبر مركز تجاري لدبي مول (من حيث المساحة الإجمالية)، وأطول مبنى مُعلّق (كانتيليفر) في العالم حققه “ون زعبيل”، وأكثر عدد منزلقات مائية في مدينة مائية، وأطول برج للطاقة الشمسية المركزة في العالم، و أعلى قدرة تسجّلها محطة تبريد مركزي، و أسرع مركبة إسعاف للاستجابة الأولية في الخدمة، وغيرها الكثير.
ومن ناحيتها المملكة العربية السعودية (300 رقم قياسي) واصلت تسارع وتيرة تحطيم الأرقام. كان إحداها أول رائد فضاء ملكي وهو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي شارك على متن مهمة لمكوك الفضاء ديسكفري في يونيو 1985، تبعته أول امرأة عربية في الفضاء وهي السعودية ريانة برناوي ولك في مايو 2023 على متن صاروخ فالكون 9 – سبيس إكس ضمن مهمة Axiom Mission 2 (Ax-2) إلى محطة الفضاء الدولية.
ومن إنجازات المملكة أيضاً هو تحقيق نادي الهلال السعودي أطول سلسلة انتصارات متواصلة في جميع المسابقات في تاريخ الأندية العالمية بـ 34 انتصار، وتحقيق المملكة لأكبر صالة كرة قدم مغطاة في العالم تتسع لـ 20,218 مقعداً، وتحقيقها لأكثر حلقة بودكاست مشاهدة على يوتيوب لمنصة ثمانية عبر حلقة “كيف تنجح العلاقات” بمشاهدات بلغت 145 مليون، و أسرع ضربة قاضية في بطولة PFL MENA للسيدات كانت خلال41 ثانية وحققتها السعودية هتان السيف. كما وثقت المملكة انجازاً باسم عميد لاعبي كرة السلة حول العالم باسم السعودي عبدالمحسن خلف المولّد والذي لعب آخر مبارياته الرسمية بعمر 51 عاماً و335 يوماً، وغيرها الكثير.
حققت مصر (130 رقماً قياسياً) فكان من أبرز إنجازاتها أعرض جسر معلّق في العالم الذي ربط الضفتين وقصّر المسافات، إضافة إلى كون النادي الأهلي الأكثر تتويجاً بدوري أبطال إفريقيا، كما شهدت قفزة المونوڤين الأعلى من الماء.
ومن ناحيتها قطر (108 أرقام) حققت إنجازات لافتة كان أحدها أسرع عبور لدولة قطر على الأقدام، وأكبر حديقة كاليستينكس في العالم، و كبر شاشة خارجية دائرية 360 درجة، و أطول منزلق مائي في العالم، وغيرها.
وفي لبنان (50 رقمًا قياسيًا) برزت إنجازات رياضية فردية، كان أحدها لنيللي عطار التي نفذت تمارين عقلة بإصبعين في كل يد.
أما سوريا (45 رقمًا) فتقف دمشق شامخة كأقدم عاصمة مأهولة في التاريخ. ومن إنجازات سوريا أيضاً أولى الأغنيات التي عرفها العالم من أرض أوغاريت، كما حصد فنان شاب لقب أصغر فنان عربي يصل إلى أعلى تصنيفات “بيلبورد عربية”.
ومن ناحيتها الكويت (35 رقماً قياسياً) كان أحدها إنجازاتها أسرع سباحة لعبور خليج الكويت (للرجال) استغرقت 9 ساعات و44 دقيقة، وحققها يوسف الشطي.
وفي العراق (32 رقمًا قياسيًا) كان أحدها أكبر إنجازاتها بكرة خيط ودبوس، تجسيداً لحرفة تقليدية متجذّرة.
أما المغرب (39 رقمًا قياسيًا) فحافظ على أقدم جامعة عاملة حتى اليوم، وكان من بينها أطول ماراثون سرد قصصي في العالم.
وفي الأردن (27 رقمًا) أكبر قميص في العالم.
وفي البحرين (20 رقمًا قياسيًا) سجّلت المملكة حضوراً لافتاً بعدد من الأرقام المتنوعة ضمن مجالات عدة.
أما عُمان (26 رقمًا قياسيًا) فكان أحدها مبادرة أخوين جمعا أكثر من 70 ألف غطاء زجاجة لصياغة رسالة إلهام تقول إن الأثر يصنعه الفعل والكلمة معاً.
وفي تونس (13 رقماً قياسياً) كان أحدها أول فوز عربي في كأس العالم عام 1978 الذي دوّى صداه في كل بيت عربي.
وفي الجزائر (9 أرقام) ارتفع لحن الراي بصوت الشاب خالد ليصبح الأكثر مبيعاً في تاريخ هذا النوع من الموسيقى.
أما اليمن (8 أرقام) فكان أحدها موازنة أربع بيضات متتالية برقم عالمي فريد، رقم شغل الإعلام العالمي لأسابيع طويلة.
وفي ليبيا يبرز مشروع أكبر منظومة ريّ تحت الأرض الذي أعاد الحياة إلى آلاف المستفيدين ضمن مشهد عربي جميل.
على المستطيل الأخضر علت الهتافات لتونس في 1978، وتصدّر الأهلي منصات إفريقيا، وأثبت الهلال السعودي حضوره بسلسلة انتصارات استثنائية، فيما كتب محمد صلاح اسمه كأسرع لاعب يسجل 50 هدفاً لنادٍ واحد في الدوري الإنجليزي. وفي السماء قدّم عمّار الخضيري استعراضاً كروياً وهو معلّق بمظلّة. وفي الفن والموسيقى شقّ الراي طريقه من أزقة الجزائر إلى العالمية، وواصل عمرو دياب حصد أكبر عدد من الجوائز الموسيقية العالمية.
نشرت غينيس للأرقام القياسية قائمة تضم 70 رقم قياسي لم يتم تحقيقها بعد وذلك كجزء من حملتها العالمية بعنوان ” كن جزءاً منها – BE PART OF IT” داعية الجماهير الراغبة بالمشاركة ليكونوا جزءاً من هذه الحملة السنوية. ويمكن مراجعة هذه القائمة عبر الموقع الرسمي لغينيس للأرقام القياسية، وأطلقت لذلك الغرض أداة رقمية جديدة “Record Selector” على موقع guinnessworldrecords.com، وهي اختبار قصير يطابق شخصيات الناس مع أرقام يمكنهم محاولة تحطيمها.