Cursor: غيّرت قواعد البرمجة بقيادة مايكل ترويل
Cursor: غيّرت قواعد البرمجة بقيادة مايكل ترويل

في عمر لا يتجاوز الخامسة والعشرين، نجح مايكل ترويل في لفت الأنظار داخل وادي السيليكون، بعد أن وصلت شركته الناشئة Cursor إلى تقييم مذهل بلغ 2.6 مليار دولار، بفضل أداة برمجة مبتكرة تُحوّل أيام العمل إلى ساعات معدودة. ترويل، إلى جانب فريق من زملائه السابقين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، قرروا ترك الدراسة مبكراً لتأسيس شركة لا يتجاوز عدد موظفيها 60 شخصاً. ورغم العدد الصغير، تمكّن هذا الفريق من إحداث تأثير هائل، عبر أداة تضاعف إنتاجية المهندسين البرمجية بما يصل إلى عشرة أضعاف.

ما يميز رؤية ترويل هو إيمانه بأن مستقبل البرمجة لن يعتمد على لغات تقليدية مثل بايثون، بل على لغة شبيهة بالإنجليزية تُشبه الشيفرات الزائفة (Pseudocode)، تُركز على المنطق بدل التفاصيل التقنية. هذا التوجّه يُبسط العملية ويجعلها أكثر مرونة، ويُمكن أن يُحدث تحولاً جذرياً في طريقة بناء البرمجيات.

Cursor حققت إيرادات سنوية بلغت 300 مليون دولار خلال عامين فقط، متجاوزة منافسين بارزين مثل GitHub Copilot، ما يعكس الطلب المتزايد على أدوات برمجة مدعومة بالذكاء الاصطناعي. أحد مفاتيح هذا النجاح هو أن Cursor لم تعتمد على نماذج ذكاء اصطناعي عامة، بل طوّرت نماذجها الخاصة المصممة خصيصاً لتقديم تجربة برمجة متكاملة، مما يمنحها قوة لا تتوفر في الأدوات المبنية فقط على منصات جاهزة مثل ChatGPT.

النجاح السريع جعل Cursor لاعباً يُهدد شركات كبرى مثل مايكروسوفت، لا سيما مع تشتت الفريق الأصلي لتقنية Copilot، الذي انضم العديد من أعضائه إلى شركات ناشئة، ما يسلّط الضوء على الزخم الذي تملكه الشركات الصغيرة عندما تقود الابتكار. وفي نظرة مستقبلية جريئة، يُؤكد ترويل أن مهارات المهندسين في المستقبل ستُقاس بما يصفه بـ”الذوق” في تصميم الحلول، وليس بالدقة في كتابة الشيفرات. حيث سيتراجع التركيز على التفاصيل التقنية لصالح التفكير المنطقي المبدع.

ومع احتدام المنافسة، يُشير ترويل إلى أن سوق أدوات البرمجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مليء بالفرص لمن يبتكر، لكنه في ذات الوقت لا يرحم الشركات التي تتراخى أو تُعيد تدوير الحلول التقليدية. النجاح في هذا المجال، كما يرى، سيكون لمن يملك الجرأة على إعادة تعريف القواعد، وليس لمن يكتفي بتعديل ما هو موجود.