الطلب المتزايد على النفط يُهدد بحدوث عجز عالمي في الإمدادات العام المقبل، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية

توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية حدوث عجز عالمي في إمدادات النفط العام المقبل، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2019، مدفوعًا بارتفاع الطلب وتراجع الإنتاج.

وتشير التوقعات الشهرية للطاقة قصيرة الأجل الصادرة عن الإدارة إلى أن الطلب العالمي على النفط سينمو بمقدار 1.21 مليون برميل يوميًا ليصل إلى 104.67 مليون برميل يوميًا في عام 2025، بينما من المتوقع أن ينخفض ​​الإنتاج العالمي بمقدار 100 ألف برميل يوميًا إلى 104.57 مليون برميل يوميًا.

ويُعزى ارتفاع الطلب إلى عوامل متعددة، تشمل النمو الاقتصادي المستمر في الدول النامية، والتحول من الفحم إلى الغاز الطبيعي في توليد الطاقة، وزيادة الطلب على السفر الجوي.

في المقابل، يُتوقع أن ينخفض ​​الإنتاج من خارج أوبك+ بسبب تباطؤ الاستثمارات في صناعة النفط والغاز، وانقطاعات الإنتاج في بعض البلدان، وتأثير العقوبات المفروضة على روسيا.

وتُرجح إدارة معلومات الطاقة أن يؤدي عجز الإمدادات إلى زيادة أسعار النفط الخام، حيث رفعت توقعاتها لمتوسط ​​سعر خام برنت في عام 2025 إلى 88.38 دولارًا للبرميل، مقارنة بتوقعها السابق البالغ 85.38 دولارًا للبرميل.

وتشير التوقعات أيضًا إلى أن انخفاض مخزونات النفط العالمية سيستمر في النصف الثاني من عام 2024، حيث تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن ينخفض ​​المخزون بمقدار 0.7 مليون برميل يوميًا.

وعلى الرغم من التوقعات بحدوث عجز، إلا أن السوق قد تتحول إلى فائض مرة أخرى في الربع الثالث من عام 2025، إذا انتهت تخفيضات الإنتاج الطوعية لأوبك+، وبدأ نمو الإنتاج من خارج المجموعة في تعويض النمو في الطلب العالمي على النفط.

تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن ينمو إنتاج النفط في الولايات المتحدة بمقدار 320 ألف برميل يوميًا هذا العام ليصل إلى 13.25 مليون برميل يوميًا، وهو رقم قياسي. كما تتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى 13.77 مليون برميل يوميًا في عام 2025.

وفي المقابل، من المتوقع أن ينخفض ​​إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة في عام 2024، بينما سيرتفع الطلب إلى مستوى قياسي. كما تتوقع الوكالة أن ينخفض ​​إنتاج الفحم في الولايات المتحدة بشكل كبير في السنوات القادمة، حيث يتم استبداله بالغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة في توليد الطاقة.

بشكل عام، تشير توقعات إدارة معلومات الطاقة إلى سيناريو متقلب لسوق الطاقة العالمية في عامي 2024 و 2025، مع ارتفاع الطلب على النفط والغاز الطبيعي، وتراجع الإنتاج، وارتفاع الأسعار، واحتمال حدوث عجز في الإمدادات.